يحكى إن راهباً كان كثير التعبد نقي القلب صافي النية محباً للأخرين ، ومحبوباً جدا من رئيس الدير والأخوة الرهبان وحتى أصغر مبتديء في ذلك الدير ، وكان هذا الراهب أول من يتطوع في العمل ، حيث كان يشارك إخوته الرهبان في الصلاة والعمل في الحقل وحراثته ، وعند المساء كانوا يعودون الى الدير للراحه والصلاة ، أما هو فكان يستغل أوقات الراحه في تنظيف الدير وسباقاً في إذلال النفس ، وعندما يتفرغ من العمل كان يجلس مع إخوته الرهبان ، ليستمتع بحديث الأب الأعلى للرهبان ( رئيس الدير ) ، حيث كان يقص عليهم القصص والحِكَمْ المليئه بالعبر ، ليستفاد منها الأخوة الرهبان في حياتهم الروحية ، وكان هذا الراهب ينصت بعمق الى القصص ويتأمل فيها ، وأحيانا كان يشرد الذهن وكأنه يعيش داخل القصة ، وكان بعد كل قصة يسأل رئيس الدير أو إخوته الرهبان الأكبر منه سناً عن ملكوت الله ، وكيف يمكن أن تكون وما منظرها ؟؟؟ وكانوا كلما ردوا على أسئلته يزداد هو شوقاً لرؤية ملكوت الله أكثر فأكثر ، وكان الأخوة الرهبان يعملون في الحقل خارج الدير كل يوم وعند ساعة الغداء ، كانوا يقضون وقتهم في الكرمة القريبة من الحقل ، حيث كانوا يتناولون الغذاء مجتمعين .
في أحد الأيام وفي ساعة الغداء وفيما هم يتناولون الأكل ، إبتعد عنهم هذا الراهب قليلاً وجلس وأسند ظهره على إحدى الأشجار ، وفيما هو متأمل ومنظر ملكوت الله لا يفارق خياله الواسع ، رأى طيراً جميلاً زاهياً لم يرى مثله قط في حياته ، ذُهل من جمال الطير وروعته وبدأ يتبعه ليشبع نظره من جماله ، دخل هذا الطير الى عمق الكرمة والراهب مازال يتبعه ، وكلما تبع الراهب الطير كانت الكرمة تزداد جمالاً وروعة لم يشاهد روعةً مثلها من قبل ، الى أن وصل الى مكان فائق الجمال ، لا يستطيع أحداً وصف جماله ، وهناك جلس ليستمتع بالمنظر وأخذه سُبات ونام بما يقارب ساعة من الوقت ، وعندما صحى قال : لابُد أن أخبر إخوتي الرهبان ورئيس الدير بهذا المكان الفائق الجمال ، ليأتوا هم أيضا ويتمتعوا بجمال المكان والطبيعة ، فنهض وعاد من نفس الطريق الذي سلكه ، وعندما خرج من الكرمة الى الحقل لم يرى أحداً من الأخوة الرهبان ، فظن أنهم عادوا الى الدير ، ولكن هناك أشياء تغيرت في الحقل لم ينتبه لها ، وأستمر في طريقه قاصداً الدير وفيما هو ينظر الى الدير من بعيد ، لفت أنتباهه وكأن الدير أصبح أكبر مما كان عليه ، فوصل الى الدير وبدأ يطرق الباب ففتح له الباب أحد الرهبان وكانت ملابسه مختلفة عن ملابسه ،
فقال له : من أنت وماذا تريد ؟
فقال : أنا الراهب فلان ، ولكن من أنت ، هل أنت راهب جديد هنا ؟؟
فتعجب الراهب الذي فتح الباب ، وطلب منه أن ينتظر حتى يعلم رئيس الدير ، فذهب الراهب وأخبر رئيس الدير بأن هناك رجل ينتظر في الباب ، ويدعي أنه راهب ومنظره وملابسه غريبة ، فقال رئيس الدير : أدخله الى هنا ، لأعلم من هو ، فأدخله الراهب الى رئيس الدير ، وعندما رأى الراهب رئيس الدير تفاجأ وقال له :
من أنت ، وكيف تدعي أنك رئيس هذا الدير ، وأين إخوتي الرهبان ورئيس الدير فلان ؟؟
فقال له رئيس الدير : تعال وأجلس وقل لي من أنت ومن أين أتيت ؟
فبدأ الراهب يقص لرئيس الدير عن قصته التي لم تدوم الثلاث ساعات منذ ساعة الغداء ودخوله الكرمة والمكان الفائق الجمال الذي في الكرمة وحتى وصوله الى الدير ، فتعجب رئيس الدير من قصة هذا الراهب
وقال له : قصتك غريبة جدا لم أسمع بها من قبل !!!
فقال الراهب : أعلم أنك لا تصدقني ولكن أين رئيس الدير فلان وإخوتي الرهبان ، أو ربما أنا أتيت الى دير أخر لا أنتمي إليه ، لذلك سأعود الى المكان الذي كنت فيه ، وذهب .
فقام رئيس الدير وفتح السجلات وبحث عن أسم رئيس الدير الذي أخبره عنه الراهب الغريب ، فعثر على أسم ذلك الرئيس ، وفتح السجلات عن ذلك العصر وقرأ بأن زمن ذلك الرئيس قد مرَّ عليه ما يقارب ال 400 عام ، وقد ذُكر في سجلات ذلك الرئيس ، بأن في وقت رئاسته للدير في ذلك الزمن ، فُقد أحد الأخوة الرهبان بصورة غريبة ، وكان أسم ذلك الراهب كما قال عرف عن نفسه هذا الراهب الغريب ، وبعد أن بحثوا في كل الاتجاهات لم يعثروا عليه ، فظنوا أنه إما قد مات أو إفترسته إحدى الحيوانات المفترسة .
فتعجب رئيس الدير ، وقرر أن يذهب مع الرهبان في الصباح الى ذلك المكان الفائق الجمال الذي قال عنه الراهب الغريب .
وفي الصباح ذهب رئيس الدير والرهبان الى ذلك المكان وبحثوا في كل الكرمة ولم يجدوا ذلك الوصف الذي قاله ذلك الراهب الغريب ، فعلم رئيس الدير إن هذه الحادثة كانت معجزة إلاهية حدثت لهذا الراهب ، وتم تطويبه وأعتبر قديساً من ذلك الوقت .
القصة مسموعه من الأب فيليبوس الراهب رحمه الله وكان ( أحد رهبان دير السيدة العذراء في ألقوش ) ، وهو الأن في مسكنه الأبدي مع الأبرار والصديقين .
في النهاية أحبتي أتمنى أن تكونوا من وارثي ملكوت الله الأبدي ، لانه المسكن الحقيقي لأتباع الرب ... آمـــــــــــــين
تقبلوا محبتي وإحترامي
في أحد الأيام وفي ساعة الغداء وفيما هم يتناولون الأكل ، إبتعد عنهم هذا الراهب قليلاً وجلس وأسند ظهره على إحدى الأشجار ، وفيما هو متأمل ومنظر ملكوت الله لا يفارق خياله الواسع ، رأى طيراً جميلاً زاهياً لم يرى مثله قط في حياته ، ذُهل من جمال الطير وروعته وبدأ يتبعه ليشبع نظره من جماله ، دخل هذا الطير الى عمق الكرمة والراهب مازال يتبعه ، وكلما تبع الراهب الطير كانت الكرمة تزداد جمالاً وروعة لم يشاهد روعةً مثلها من قبل ، الى أن وصل الى مكان فائق الجمال ، لا يستطيع أحداً وصف جماله ، وهناك جلس ليستمتع بالمنظر وأخذه سُبات ونام بما يقارب ساعة من الوقت ، وعندما صحى قال : لابُد أن أخبر إخوتي الرهبان ورئيس الدير بهذا المكان الفائق الجمال ، ليأتوا هم أيضا ويتمتعوا بجمال المكان والطبيعة ، فنهض وعاد من نفس الطريق الذي سلكه ، وعندما خرج من الكرمة الى الحقل لم يرى أحداً من الأخوة الرهبان ، فظن أنهم عادوا الى الدير ، ولكن هناك أشياء تغيرت في الحقل لم ينتبه لها ، وأستمر في طريقه قاصداً الدير وفيما هو ينظر الى الدير من بعيد ، لفت أنتباهه وكأن الدير أصبح أكبر مما كان عليه ، فوصل الى الدير وبدأ يطرق الباب ففتح له الباب أحد الرهبان وكانت ملابسه مختلفة عن ملابسه ،
فقال له : من أنت وماذا تريد ؟
فقال : أنا الراهب فلان ، ولكن من أنت ، هل أنت راهب جديد هنا ؟؟
فتعجب الراهب الذي فتح الباب ، وطلب منه أن ينتظر حتى يعلم رئيس الدير ، فذهب الراهب وأخبر رئيس الدير بأن هناك رجل ينتظر في الباب ، ويدعي أنه راهب ومنظره وملابسه غريبة ، فقال رئيس الدير : أدخله الى هنا ، لأعلم من هو ، فأدخله الراهب الى رئيس الدير ، وعندما رأى الراهب رئيس الدير تفاجأ وقال له :
من أنت ، وكيف تدعي أنك رئيس هذا الدير ، وأين إخوتي الرهبان ورئيس الدير فلان ؟؟
فقال له رئيس الدير : تعال وأجلس وقل لي من أنت ومن أين أتيت ؟
فبدأ الراهب يقص لرئيس الدير عن قصته التي لم تدوم الثلاث ساعات منذ ساعة الغداء ودخوله الكرمة والمكان الفائق الجمال الذي في الكرمة وحتى وصوله الى الدير ، فتعجب رئيس الدير من قصة هذا الراهب
وقال له : قصتك غريبة جدا لم أسمع بها من قبل !!!
فقال الراهب : أعلم أنك لا تصدقني ولكن أين رئيس الدير فلان وإخوتي الرهبان ، أو ربما أنا أتيت الى دير أخر لا أنتمي إليه ، لذلك سأعود الى المكان الذي كنت فيه ، وذهب .
فقام رئيس الدير وفتح السجلات وبحث عن أسم رئيس الدير الذي أخبره عنه الراهب الغريب ، فعثر على أسم ذلك الرئيس ، وفتح السجلات عن ذلك العصر وقرأ بأن زمن ذلك الرئيس قد مرَّ عليه ما يقارب ال 400 عام ، وقد ذُكر في سجلات ذلك الرئيس ، بأن في وقت رئاسته للدير في ذلك الزمن ، فُقد أحد الأخوة الرهبان بصورة غريبة ، وكان أسم ذلك الراهب كما قال عرف عن نفسه هذا الراهب الغريب ، وبعد أن بحثوا في كل الاتجاهات لم يعثروا عليه ، فظنوا أنه إما قد مات أو إفترسته إحدى الحيوانات المفترسة .
فتعجب رئيس الدير ، وقرر أن يذهب مع الرهبان في الصباح الى ذلك المكان الفائق الجمال الذي قال عنه الراهب الغريب .
وفي الصباح ذهب رئيس الدير والرهبان الى ذلك المكان وبحثوا في كل الكرمة ولم يجدوا ذلك الوصف الذي قاله ذلك الراهب الغريب ، فعلم رئيس الدير إن هذه الحادثة كانت معجزة إلاهية حدثت لهذا الراهب ، وتم تطويبه وأعتبر قديساً من ذلك الوقت .
القصة مسموعه من الأب فيليبوس الراهب رحمه الله وكان ( أحد رهبان دير السيدة العذراء في ألقوش ) ، وهو الأن في مسكنه الأبدي مع الأبرار والصديقين .
في النهاية أحبتي أتمنى أن تكونوا من وارثي ملكوت الله الأبدي ، لانه المسكن الحقيقي لأتباع الرب ... آمـــــــــــــين
تقبلوا محبتي وإحترامي