عانقت الفراشات حلم الأفئدة وهو تحت ظل انبهار اللحظة التي تتمشق خياله المتدلي في سدر الخلود ، كالمخنوق يلتقط أنفاسه كبوذي يحاول معانقة الضياء وهو جالس في محراب الصمت ، حلق حولها وتمتم بعدة كلمات ألثمت سراديب القلب بالنور المتسلل عبر نوافذ الأمل ، صرخات ،تنهدات في تلك المستشفى وهي تشهد ولادة زوجته المولود الأول ، جميع الأهل يرقبون ، وعيون تتحدث بلغة الخوف وأنفاس تلهث ، والكل يهمهم بتراتيل قدسية ، لم يسمع منها شيء سوى تحرك تلك الشفاه ، عيونه " هو " أصبحت غابة للحزن ، مع كل صرخة يهيم بروح تنازع الوجوم أشلائها ، أغراه الدمع قليلا ، فنحر الصبر إغوائه ، رغم اندثار البهجة والسكون ، خرجت الدكتورة ، وهي ذابلة الوجه معتق الخطوط واهية الجداول ، تجتر نفسها كالمثكلة بالآهات ، توقف نبض قلبه للحظات ، وهي تستعد لتخرج كلماتها ، وراح يئل أشباح الأفكار ،
؛ هل رحلت ؟؟ هل فارقت الحياة ؟؟ ثم ما فتئ إلا وتساقط المطر من سحابة العيون ، بعدما تحطم درع الانتظار ، توقفت أمامهم وهو ينظر إلى شفتيها و يتوسل إليها ليشرق الحديث من تلك القسمات المقتضبة والمتعبة ، أخذت تتلقط أنفاسها ، ابتسمت ... سرت أسراب الأمان أفواج وجيوش الى ثنايا القلب ، أسرجت سيل الترقب والتوهان ، مبروك رزقت ببنت وزوجتك بصحة جيدة ولله الحمد .